بين يدّي ربّ الكون، وضعت مدرسة مار يوسف بإدارتها ومربّيها سنتها الدراسيّة الجديدة في قدّاس احتفالي ترأسه النائب العام للأبرشيّة والمسؤول فيها عن شؤون المدارس المونسينيور روكز البرّاك عاونه كهنة المدرسة وفي مقدّمتهم مدير المدرسة المفوّض الأسقفي الخوري شادي بو حبيب بحضور صاحب السيادة المطران كميل زيدان الذي توجّه للمربّين بكلمة بعد الإنجيل أطلق من خلالها شعار السنة: أنا الراعي الصالح أعرف خرافي وخرافي تعرفني. وممّا جاء فيها: لقد تذكّرتم في بداية الذبيحة وجهين هما المطران رولان أبو جودة أوّل رئيس للمدرسة (1963 – 1972) والخورأسقف نجيب الحلو القيّم وأمين صندوق المدرسة (1964- 1986) نموذجين للرعاة الصالحين الذين بذلوا ذواتهم لتأسيس مدرسة نمت كحبّة خردل وصارت شجرة امتدّت أغصانها على وسع الكرة الأرضيّة. وما استبدال صفة رئيس المدرسة بالمفوّض الأسقفي سوى دلالة على أنّ دور الإدارة المدرسيّة رعاية وحضور للربّ، ومن يديرها، يديرها باسم الكنيسة حاملاً رسالتها وكلمة المسيح أن إذهبوا وتلمذوا... والرعاية تطلّع إلى البعيد في مسارين: روحي يحمل في طيّاته الشفافيّة والنقاوة، ومسار احترافي يسعى إلى التفتيش والبحث عن الأفضل. من هنا أتت الموافقة في مدرسة مار يوسف قرنة شهوان ومدرسة يسوع ومريم على إضافة البكالوريا الدوليّة إلى برامجها. وختم لتكن فيكن روح الرعاية الروح نفسها التي تجلّت إبّان الحرب تضامنًا وتعاونًا ومحبّة وعملاً مشتركًا وجعلت من مدرستنا شعلة تتفوّق على باقي المدارس. تبع الذبيحة لقاء محبّة توجّه بعدها المربّون والإداريون نحو المسرح في أوّل إجتماع تربوي لهم كانت فيه كلمة روحيّة للمفوّض الأسقفي، شدّدت على أنّ كلمة الله هي التي يجب أن تسيّر رعايتنا، متحلّين بحزم الأب للتأديب عند الضرورة، وحنان الأمّ للإحاطة بكلّ من تضعهم ظروف الحياة القاسية على دروبنا كي نقودهم إلى المراعي الخصبة فيحيوا. فمسؤوليّة الرعاية تتطلّب من كلّ منّا بذل ذاته في سبيل الأضعف من رعيّته. فلكلّ ولد مؤتمنين عليه حقّه في الرعاية وتأمين خيره ليحقّق ذاته. من هنا وجب علينا في بداية هذه السنة أن نفحص ضمائرنا إن كنّا رعاة صالحين، حاملين التواضع في شخصنا والطاعة للمسيح ولتعاليم الكنيسة والمبادىء الإنسانيّة التي لا مساومة عليها، وهكذا نشكّل جسمًا مسيحيًّا كاثوليكيًّا لحضور الربّ يسوع والروح فيه. تبعت الكلمة الروحيّة توجيهات تربويّة.