سنفتقدك... مربّيًا
كم ألهمْتنا الفاعليّة في التخطيط حيث البوصلةُ هي كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله كمثاله، وكم ألهمتنا أنّ المؤسّسات المحترفة الشفّافة هي بركة من الله إذ مهمّتها بناء المجتمعِ سلامًا واستقرارًا. الكنيسة التي علّمتنا إيّاها بشهادتك بوصلة وبركة، في قلبها كنْتَ الأب الحنون لكن الحازم، حزمُكَ حكمة وحنانك مسارُ بناء ..فكيف لا نفيك حقّك وأنت من كنت تصونه وتعلّمنا أن نرسيه في تعليمنا؟
كيف نردّ لك الجميل ونحن من ارتوينا من فيض حبّك ونهلنا من معين معرفتك فكنت لنا الزخر والذخيرة...
جئناك من كلّ حدب وصوب مربّين، إداريين وعمّال غير عابئين بالمسافات ومخاطر الطريق في ظلّ ظروف وطنيّة مشحونة كي نلقي عليك نظرة الوداع، وقفنا وافترشنا البيت الأبرشيّ حاملين النور لمن نوّر عقولنا وقلوبنا بنور كلمة الله. رافقنا ارتحالك إلى بيت الآب بالصلاة والترانيم، رفعنا معك الذبيحة وكنت أنت أنت في صمتك مُذهلاً.. تعلّمنا كيف نبقى أحياء وكيف تثمر رسالتنا إن، فقط، وضعنا الربّ في أساس حياتنا... شكرًا سيّدنا، معك تكشّفت لنا ملامح وجه السماء... نَم قرير العين فبصماتك باقية أبدًا في الحجر والبشر... وحتى الملتقى وعد وعهد أن نبقى عائلة همّها بناء الإنسان في كلّ إنسان.