لأنّه بالشكر تدوم النِعَم، ولتبقى الأمانة ضمانة بركة الربّ واستمرار حضوره بين إخوته البشر، كرّمت مدرسة مار يوسف قرنة شهوان ذكرى مؤسّسها بحلّتها الجديدة المثلّث الرحمة المطران الياس فرح في احتفال مهيب رعاه سيادة المطران أنطوان بو نجم راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة، حضره، إلى جانب عائلة المكرّم وأهله من بلدة عين ابل، الأساقفة: بولس الصيّاح، سمير مظلوم وسمير نصّار، قدس النائب العام المونسنيور شربل غصوب والنواب الأسقفيّون، دولة الرئيس الأستاذ الياس بو صعب خرّيج المدرسة، راهبات يسوع ومريم، كهنة الأبرشيّة، وعائلة المدرسة: العائلة التربويّة، لجنة الأهل وقدامى المدرسة. استُهلّ الاحتفال بالذبيحة الإلهيّة التي رُفعت لراحة نفس المثلّث الرحمة، ترأسّها صاحب السيادة وعاونه فيها قدس النائب العام المونسنيور شربل غصوب ورئيس المدرسة المونسنيور شادي بو حبيب، حيث جاء في عظة صاحب السيادة بأنّ المكرّم كان مثال المؤمن الذي يحيا المسيح والمسيح يحيا فيه، حتّى صار الخبز المأكول لأبرشيّة ومدرسة، صارت برؤياه الإستباقيّة، المعجن الذي قدّم خبز المعرفة وخبز القداسة وخبز القيم، وخبز الحبّ وخبز الإفخارستيّا الذي يقدّس النفس والعالم. تبع الذبيحة الإلهيّة احتفال في الصالة المواجهة للكنيسة، التي كُرّست لتكون متحفًا لحفظ ذكراه، كانت عرّيفته السيّدة ماريا البدادوني عبد النور، تخلّله كلمة لرئيس المدرسة حملت وصيّة مار بولس عنوانًا لها: إحفظوا فضل مدبّريكم عليكم، مبدأ هو دعوة للتأمّل بغنى عطايا الربّ من خلال الآخرين وللاقتداء بالمؤسّس الذي حمل في سماته فضائل الشفيع وأهمّها الصمت المعلّم والحكمة في حسن التدبير، وشدّد نائب رئيس المدرسة ومنسّق الاحتفال الخوري شربل الخرّاط على ميزة الانفتاح التي تحلّى بها المؤسّس فعمل بروح مقرّرات المجمع الفاتيكانيّ الثاني المسكونيّ على تأسيس مدرسة منفتحة على كلّ الثقافات الأوروبيّة والأنغلوسكسونيّة، رائدة في تربية الأجيال على العلم والمعرفة بروح مسيحيّ كاثوليكيّ يحفظ الإيمان ويصون الإنسان، مشيرًا إلى أنّ نهار الجمعة الأخير من شهر تشرين الأوّل من كلّ سنة سوف يكون يوم المؤسّس، وسيتمّ استكمال الصالة لتكون متحفًا يخلّد ذكراه ومآثره. بعدها تمّ عرض فيلم يوثّق مخاض مرحلة التأسيس، استتبع بكلمة لصاحب السيادة أشار فيها إلى أنّ مسؤوليّة تربية أجيال تمتلك شخصيّة وروحانيّة المثلّث الرحمة تشهد لحضور المسيح في حياتها هي مسؤوليّة الجميع، ليُختتم الاحتفال بكلمة لإبنة أخ المثلّث الرحمة الدكتور فيروز ذكرت فيه إلى أنّ العلاقة مع المثلّث الرحمة كانت في العائلة على مستويين: مستوى المحبّة التي غمر بها الأجيال في العائلة ومستوى التجرّد الذي جعل من حياته بحثًا لا عن مجده الشخصيّ بل عن تتميم ملكوت الله، فكان بحقّ رجل الله الذي عاش المسيح في عقله وقلبه. وقدّم رئيس بلديّة عين إبل ورئيس مزار سيّدة عين إبل "أمّ النور" كلّ منهما درعًا تذكاريًّا لصاحب السيادة عربون شكر لهذه اللفتة الكريمة لقامة تاريخيّة طبعت تاريخ الكنيسة والبلدة. وبعد شكر من صاحب السيادة لأهل الوفاء تشارك الجميع نخب المناسبة.