ستّون سنة من الطاعة لمشيئة الآب والأمانة للمؤسّس ولرسالة الكنيسة
رفعت مدرسة مار يوسف قرنه شهوان آيات الشكر والتسبيح على مذبح الربّ، يوم الجمعة في السابع عشر من شهر آذار2023، احتفاء بستّين سنة من العطاء وشّحتها بأكاليل من الغار، إنجازات ونجاحات سوف تبقى محفورة في تاريخ التربية. ازدان مسرح المدرسة بباقات الزنبق، ليعكس صورة مسيرة المدرسة في الأمانة بتجلّي الروح في أعمالها وفي مكرَّميها الأحد عشر الذين أمضوا خمسًا وعشرين من سنوات عمرهم، وحده كرم العطاء والتضحيات تَقْدِمتهم، رفعوها بترتيلة شكر لحّنها المكرَّم إيلي علم، شاكرين الربّ على وزنة تسلّموها فتحوّلت بالدموع والإصرار والكدّ، إلى وزنات دمغت تاريخها بأحرف من نور. وما كان هذا التاريخ ليكون ستّينيًّا مشرقًا اليوم، يقول سيادة راعي الأبرشيّة المطران أنطوان بو نجم في عظة العيد، لولا رؤية استباقيّة لمؤسّسها المطران الياس فرح وأساقفة تعاقبوا على خدمتها، واضعين يدهم بيد المعلّم المتفاني، حذوا حذو شفيع المدرسة في اتّباع ما جاء في الإنجيل المقدّس عنه: "وفعل ما أمره ملاك الربّ" متّكلين على عناية الربّ، محقّقين مشروعه بالخفاء بصمتهم، محبّين لبعضهم البعض، مقدّرين المتواضعين فيما بينهم، ساعين لنشر ثقافة المسيح من خلال عيش الفضائل المسيحيّة، مواجهين بقلب واحد على مثاله الأزمات، بالصلاة والتأمّل والعيش ببساطة وبالفقر الإنجيلي، حارسين مشروع الله بكلّ ما أوتوا من قوّة ونعمة، ليكون المجد لهم. تلى القدّاس الإلهي الذي احتفل به صاحب السيادة، وعاونه فيه الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، والمونسنيور شادي بو حبيب رئيس المدرسة والكهنة المشاركين، حفل تكريم كان عرّيفه السيّد هاني يعقوب، ثمّ كان فيلم بتوقيع السيّدات ماريّا عبد النور، جيزيل قرعة وبولا سمعان وفادي غزال تناول سيرة المكرَّمين. قدّم المونسنيور شادي، خلال الحفل، هديّة للمطران بِاسم المدرسة عبارة عن سفينة ترمز إلى قيادته الحكيمة للكنيسة إلى برّ الأمان، ليُتابَع الاحتفال بتسليم الزرّ الذهبيّ هديّة المدرسة للمكرَّمين، ثمّ كانت كلمة المحتفى بهم ألقاها باسمهم الأستاذ ميشال شبير شدّد فيها على سحر روح الله الموجود في كلّ فرد يشيع الثقافة الإيجابيّة في مَن توكّل بتربيته لينمو فيه الإنسان كلّ الإنسان، خُتمت بأغنية اليوبيل ألّفتها ولحّنتها المكرَّمة الآنسة ألحان أبي راشد. وكان للأهل بِاسم رئيسة لجنة الأهل السيّدة جورجيت رزق الله كلمة شكر للتعاون المبذول من كلّ الأطراف المعنيّة بالعمليّة التربويّة لتخطّي الصعوبات وتحويلها إلى فرص وأمل بغد مشرق بالأمل. هذه الصعوبات جُرح للمعلّم أشارت اليها الآنسة رفقا يعقوب في كلمة رابطة المعلّمين مشدّدة على إنسانيّته في استمراره بعطاءِ ذاتٍ ليدوم رسالة محبّة في المدرسة. اختُتم الحفل بكلمة للمونسنيور شادي بو حبيب أشار فيها إلى أن رسالة المعلّم تنمو بتخفّيه وصمته وبالعمل المتفاني، ولسان حاله، كما جاء في الإنجيل على لسان يوسف: "وسمّاه يسوع"، بالربّ خلاصنا.