أمسية شعريّة

Mon, 22 May 2023
Posted in Administration

    للشعرِ في مدرسةِ مار يوسف قرنة شهوان، مسارحُ يتألّقُ على خشبتِها جِرسًا وإيقاعا... للقصيدةِ ملاعبُ تتراقصُ في أرجائِها طرَبًا وإنشادا... للأدب مواعيدُ تتلألأُ فيها ألوانُ التعبيرِ إحساسًا وإبداعا...

   في زمن العَولمة، يُحافظُ هذا الصرحُ الكبيرُ على النَفَسِ الوجدانيِّ العميق!

   في عصرِ الأرقامِ، ترفلُ الكلمةُ فيه بثوبٍ أدبيٍّ بديع!

   في عالمٍ هيمنَتْ  فيه الآلةُ على ميادينِ الحياةِ كلِّها، ما زالَ طلّابُنا يعبّرونَ عن إحساسِهم بجرأةٍ وحرّيّة...

    في عهدِ التكنولوجيا وتسلّطِها على البشر، من أقصى الغربِ إلى أقصى الشرق، ما زالوا يغنّونَ للحبِّ، للحياةِ، للجمالِ، للوطنِ والقِيَمِ الأخلاقيّة...

   ما زالوا يتمسّكونَ بأغراضِ الشعرِ تزهو بهم على المنابر... ويطلقونَ على طريقتِهم صرخاتٍ عفويّة، نسمعُها بنبرةِ أصواتِهم، ونغمةِ عزفهِم... صرخاتٍ حضاريّة، نراها في تصويرِ لوحاتِهم وارتقاءِ أدائِهم، وسموِّ أخلاقِهم...

   كيفَ لا؟ وهم الذين نَمَوا في كنَفِ مدرسةٍ علّمتْهم الحبَّ على أنواعِهِ، حبَّ الحياةِ، حبَّ الجمالِ، حبَّ العطاءِ، وحبَّ الآخرينَ بشفافيّة!!

     أليسوا هم مَنْ نشَؤُوا على قِيَمِ الحقِّ والخيرِ والجمال؟ أليسوا هم مَنِ اعتادوا الصلاةَ والتأمّلَ والسكينة، وأصغَوا إلى لغةِ القلبِ وهمساتِ الروحِ الدفينة؟ ألم يعشقوا من طفولتِهم لغةَ أجدادِهم، أَلَمْ ينهلوا نهلًا من ينبوعِ أدبِها، ليرووا ظمأَ ألسنتِهم  وأفئدتِهم الطريّة؟....

   ها هي أصواتُهم تصدحُ، ككلّ عامٍ، تُحيي مهرجانَ الكلمة، تُقيم عيدًا للقصيدة، تعبّرُ بأرقى الأساليبِ عن الوجعِ والفرح، عن الصلابةِ والإيمان، عن البطولةِ والشجاعة والوطنيّة...

   ها هم يسلكونَ خيرَ سبيلٍ للعودةِ إلى الأصالة، والتمسّكِ بالجذورِ بوجهِ الاضمحلالِ والانحناءِ والخضوعِ لعواصفِ الدهرِ ونوائبِ القَدَرِ وذلِّ الصِعاب والمِحَن...

   مساءُ التاسعَ عشرَ من شهرِ أيّار 2023 كان محطّةً فريدةً بينَ المحطّاتِ التي تشهدُها المدرسة. محطّةٌ اجتمعَتْ فيها عائلةُ مدرسةِ مار يوسف بكلّ أقسامها، تلامذةً، معلّمينَ وإداريين، تحلّقوا معًا حولَ ضيوفِهمِ المُكَرَّمين... محطّةٌ تعانقَتْ فيها الحروفُ، وسَكِرَتِ الكلماتُ وازدانتِ الأقلامُ بحامليها!

   تلكَ المحطّةُ إنْ هي إلّا أمسيةٌ شعريّةٌ أحياها أدباءُ صغارٌ. صغارٌ في سنِّهم، كبارٌ في همّتِهم وعزيمتِهم! فيها أبدعوا، تألّقوا، تميّزوا... فيها استضاء مسرحُ مدرستِهِم بجودِ إلقائِهم، واستأنسَتِ الآذانُ بشجيِّ أنغامِهم، واستمطرتِ العيونُ دموعَها افتخارًا بعطائِهم!

   استهلّتِ الأمسيةُ بالنشيدِ الوطنيِّ اللبنانيِّ تلاهُ نشيدُ المدرسة، أعقبَ النشيدَينِ كلمةٌ للشاعر زياد عقيقيّ، رئيسِ دائرة اللغة العربيّة في المدرسة، رحّبَ فيها بضيفِ الأمسية، القامةِ الأدبيّةِ والإذاعيّةِ المشهورة، الشاعر حبيب يونس؛ كما رحّبَ بالحاضرينَ من طلّابٍ وأهلٍ وهيئتَينِ إداريّة وتعليميّة.

   وفي جوٍّ حضاريٍّ راقٍ تسودُهُ روحُ المنافسةِ الشريفةِ، توالَتْ أسماءُ الفائزين الخمسين عبر المراحل. كلٌّ منهم ألقى قصيدةً مِنِ اختيارِهِ، مراعيًا نطقَ حروفِها، وضبطَ كلماتِها، مُجيدًا شروطَ الوقفِ والنبرِ والتنغيم.

   تخلّل الحفلَ عزفٌ على البيانو أبدعَتْهُ أناملُ الطالب أليكس عقيقي، ورسمُ لوحاتٍ فنّيّةٍ، صوّرَتْها ريشةُ الطالبَينِ تيا معلوف ويورغو الجميّل، وقراءاتٌ شعريّةٌ أطلقَتْها حنجرةُ الشاعرِ حبيب يونس ضيفِ الاحتفال، كانَ لها أبلغُ الأثرِ في العقلِ والقلبِ والوجدان... 

   وفي الختام وزّعَتِ الدروعُ وشهاداتُ التقديرِ على المشاركينَ ضيوفًا وطلّابًا، وتمَّ التقاطُ الصُوَر التذكاريّة.

   ودّعَ الحاضرونَ بعضُهم بعضًا؛ منهم مَنْ حلَّ ضيفًا مُكرَّمًا، ومنهم مَنْ حَضَرَ ملبّيًا دعوةَ المدرسة، ومنهم مَنْ فازَ بالجوائزِ في مبارياتِ الإلقاءِ المدرسيّة... ولكنْ، وراءَ كلِّ فَوزٍ جنودٌ مجهولون! جنودٌ أوفياءُ مجاهدون... هؤلاءِ هم مَن أعدّوا الأمسيةَ ونظّموا فقراتِها، فاستحقّوا التهنئةَ والثقةَ والتقدير.. هؤلاءِ هم المربّونَ الحقيقيّون، هم الكبارُ المتواضعون!!

   انتهَتِ الأمسيةُ، رحلَ الجميعُ وبقيتْ في البالِ وقائعُها، وفي القلوبِ شوقٌ إلى لقاءٍ شعريٍّ آخرَ معَ مبدعِينَ آخرينَ وقصائدَ للحبِّ جديدة...

DSC_0001.jpg
62 KB
View
DSC_0006.jpg
60 KB
View
DSC_0010.jpg
67 KB
View
DSC_0014.jpg
78 KB
View
DSC_0018.jpg
73 KB
View
DSC_0024.jpg
51 KB
View
DSC_0030.jpg
52 KB
View
DSC_0053.jpg
72 KB
View
DSC_0066.jpg
50 KB
View
DSC_0086.jpg
50 KB
View
DSC_0110.jpg
49 KB
View
DSC_0121.jpg
48 KB
View
DSC_0134.jpg
49 KB
View
DSC_0148.jpg
52 KB
View
DSC_0161.jpg
39 KB
View
DSC_0168.jpg
51 KB
View
DSC_0178.jpg
48 KB
View
DSC_0189.jpg
50 KB
View
DSC_0191.jpg
53 KB
View
DSC_0195 copy.jpg
55 KB
View
DSC_0212.jpg
49 KB
View
DSC_0218.jpg
44 KB
View
DSC_0282.jpg
74 KB
View
DSC_0311.jpg
61 KB
View
DSC_0316.jpg
47 KB
View
DSC_0329.jpg
49 KB
View
DSC_0336.jpg
48 KB
View
DSC_0344.jpg
60 KB
View
DSC_0355.jpg
47 KB
View
DSC_0360.jpg
59 KB
View
DSC_0369.jpg
47 KB
View
DSC_0376.jpg
53 KB
View
DSC_0387.jpg
50 KB
View
DSC_0393.jpg
63 KB
View
DSC_0401.jpg
42 KB
View
DSC_0410.jpg
49 KB
View
DSC_0414.jpg
57 KB
View
DSC_0429.jpg
51 KB
View
DSC_0441.jpg
51 KB
View
DSC_0449.jpg
71 KB
View
DSC_0458.jpg
51 KB
View
DSC_0462.jpg
51 KB
View
DSC_0470.jpg
54 KB
View
DSC_0481.jpg
56 KB
View
DSC_0489.jpg
48 KB
View
DSC_0505.jpg
46 KB
View
DSC_0525.jpg
50 KB
View
DSC_0536.jpg
54 KB
View
DSC_0545.jpg
60 KB
View
DSC_0560.jpg
56 KB
View
DSC_0581.jpg
66 KB
View
DSC_0582.jpg
48 KB
View
DSC_0586.jpg
50 KB
View
DSC_0587.jpg
46 KB
View
DSC_0614.jpg
53 KB
View
DSC_0629.jpg
68 KB
View
DSC_0666.jpg
48 KB
View
DSC_0697.jpg
52 KB
View
DSC_0722.jpg
46 KB
View
DSC_0737.jpg
53 KB
View
DSC_0740.jpg
57 KB
View
DSC_0751.jpg
59 KB
View
DSC_0760.jpg
50 KB
View
DSC_0767.jpg
52 KB
View
DSC_0777.jpg
50 KB
View
DSC_0786.jpg
48 KB
View
DSC_0796.jpg
46 KB
View
DSC_0823.jpg
60 KB
View
DSC_0837.jpg
53 KB
View
DSC_0838.jpg
45 KB
View
DSC_0848.jpg
51 KB
View
DSC_0862.jpg
65 KB
View
DSC_0870.jpg
50 KB
View
DSC_0883.jpg
59 KB
View
DSC_0894.jpg
74 KB
View
DSC_0899.jpg
63 KB
View
DSC_0903.jpg
67 KB
View
DSC_0907.jpg
76 KB
View
DSC_0909.jpg
68 KB
View

Name
Title
Comment