حاملين الصليب كرسل المسيح، متسلّحين بما غرسته فيهم مدرستهم من علم ومعرفة، من إيمان وقيم، منطلقين من الوطن إلى العالم، متشبّهين بشفيعهم القدّيس شربل في محبّته للربّ والتفتيش عن تتميم إرادته، دخلوا للمرّة الأخيرة أمام أعين أهلهم وأساتذتهم ليشاركوا بالقدّاس الأخير لهم في المدرسة، ويتزوّدوا من كلمة الحياة ومن جسد الربّ في مشوارهم نحو الاختصاصات الجامعيّة التي اختاروها. حول مذبح الربّ تحلّق رئيس المدرسة المونسنيور شادي بو حبيب، يعاونه نائبه الخوري شربل الخرّاط ومدير القسم الثانويّ الخوري مارون شمعون ومرشد القسم الخوري فادي نجم وكهنة المدرسة، وقد جاءت عظته كوصيّة أخيرة لهم، حملت بعاطفة أبويّة، توصيات جوهريّة ملخّصها، التشبّه بحياة شفيعهم مار شربل، في وضع حياتهم تحت نظر الربّ، وعدم القلق حيال الغد الذي وحده الربّ هو سيّده، والاجتهاد في ملء سراج حياتهم بزيت الأعمال الصالحة كي تشعّ حياتهم من نور الربّ وتثمر ثمار قداسة. وقد أقسم الطلاّب في ختام الذبيحة الإلهيّة أن يبقوا أمينين للكنيسة، أوفياء لوطنهم، ويعيشوا القيم التي اكتسبوها في مدرستهم. كما كانت كلمة لرئيس رابطة الخرّيجين المهندس سيرج أبي رعد شدّد فيها على أنّ مدرسة مار يوسف ليست مجرّد مدرسة عاديّة، إنّها المكان حيث تُصقل الشخصيّة وتتفتّح المواهب من خلال النوادي والبرامج المتعدّدة التي تقدّمها لتخلق قياديّي المستقبل داعيًا الخرّيجين للانضواء تحت لواء الرابطة التي سوف تكون دوماً السند والعضد لهم. بعدها توجّه الحضور نحو سنديانة المدرسة حيث جرى طمر علبة الزمن Time Capsule وشرب نخب المناسبة.