احتفلَتْ مدرسة مار يوسف- قرنة شهوان بتخريج طلّابها للعام 2023-2024، في ملعب المطران كميل زيدان الواقع داخل حَرم المدرسة.
بعدَ دخول الخرّيجين، استُهلّ الحفل بالنشيد الوطنيّ اللبنانيّ، تَلَتْهُ كلمة رئيس المدرسة المونسنيور شادي بو حبيب، الذي رحّب بالحضور الكريم، وقدّمَ تهانيه بتخريج دفعة جديدة من طلّاب المدرسة، ثمّ توجّه إلى هؤلاء الطلّاب سواء أكانوا من صفوف المنهج اللبنانيّ، أم من الدفعة الأولى لخرّيجي البكالوريا الدوليّة، ليباركَ خطواتهم الأولى على درب الألف ميل، بعد تسلّحهم بالعلم والقيَم والفضائل... كما ثمّن جهود مربّيهم من أهلٍ ومعلّمين ومسؤولين تربويّين، ونوّهَ بسهرهم على تربية أبنائهم منذ دخولهم صفوف الحضانة الأولى حتّى لحظة وُلوجهم عتبة الحياة الجامعيّة. وحمّل رئيس المدرسة الخرّيجين الجدد وصيّته بأن يكونوا النور المشعّ في خياراتهم وقراراتهم ومواقفهم، وزوّدهم بكلمة روحيّة من وحي الكتاب المقدّس، دعاهم فيها إلى التمسّك بالربّ يسوع والوفاء له على الدوام، فهو المنقذ وحده من النار والصعاب...
بعد كلمة رئيس المدرسة، كانت كلمة راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة سيادة المطران أنطوان بو نجم السامي الاحترام، وقد رحّبَ فيها بالقامات الروحيّة والاجتماعيّة والوطنيّة، وبالهيئتين الإداريّة والتعليميّة في المدرسة، وبضيف الشرف خرّيج المدرسة الأستاذ مارك مرهج. وذكّر الحاضرين عامّةً والمتخرّجينَ بشكل خاصّ، بضرورة الالتزام بالسينودس الذي أطلقه البابا فرنسيس، القائم على الحوار بين الأطراف كافّة، والعمل الجماعيّ المثمر، والقرارات المشتركة التي تصدر عن أفراد الجماعة المتحاورين والمتضامنين مع بعضهم البعض. وأوصى سيادته الخرّيجين الجدد بوجوب نبذ سياسة اعتماد الرأي الواحد والتبعيّة العمياء لنفوذ الحاكم، وضرورة التخلّي عن النُظم الرئاسيّة التي يسود فيها حُكم الرئيس وحده، وطالبهم بالابتعاد عن الإقطاعيّة السياسيّة، حيث لا مكان للإصغاء والحوار بل فرض للرأي، والتسلّط، والاستبداد، وتمرير للمصالح الفرديّة التي لا خير فيها ولا تقدّم! وحثّهم على التمثّل بخطيب الحفل الأستاذ مارك مرهج ابن هذه المدرسة، هو الذي لم يتخلَّ يومًا عن القيَم الإنجيليّة والأخلاقيّة التي تربّى عليها في هذا الصرح.
وبعد تزوّد الخرّيجين بكلمة راعي الأبرشية، ألقت عرّيفة الحفل، المربّية السيّدة نادين افرام، كلمة الافتتاح التي ركّزت فيها على الحالات الوجدانيّة التي يعيشها كلّ من الطلّاب المتخرّجين والأهل والمعلّمين، في هذه الليلة، وهي مزيج من الحزن والفرح والدمع والابتسام والحنين إلى الماضي لحظة الوثوب إلى المستقبل! كما ركّزت على دور مدرسة مار يوسف- قرنة شهوان الحاضنة للأفكار الخلّاقة والإبداعات المشرقة، في بناء طلّابٍ لا حدود لأحلامهم وطموحاتهم، هي التي علّمتهم أنّ المعرفة قوّة تبني المجتمعات وترتقي بالأمم! وحثّت عرّيفة الحفل الخرّيجين على إضاءة الشعلة التي يحملونها معهم، شعلة العلم والمعرفة والفضائل والأخلاق السامية، أينما حلّوا، في أيّة ناحية من العالم!
وقدّمت عرّيفة الحفل ضيف الشرف الأستاذ مارك مرهج، خرّيج المدرسة للعام 2012، عارضةً بعض إنجازاته وإبداعاته على الصعيدين الفنّي والحقوقيّ، وهو المحامي القدير والموسيقيّ البارع الذي سطعَ نجمه في أوركسترا حفل بيروت 2024، حيث أبدى أداءً عاليًا لا نظيرَ له، وأظهرَ مهاراتٍ قياديّة راقية!
من ثَمَّ، تمَّ عرض شريط فيديو صوّرَهُ ضيف الحفل في المدرسة، حيث استعاد ذكرياتٍ طفوليّة لأنشطة أكاديميّة واجتماعيّة، ومناسبات مدرسيّة مختلفة، كذلك عبّر فيه عن فخره بالانتماء إلى هذه المدرسة، التي يمتنّ لها، إذ علّمَته أنّ الأهداف لا تتحقّقُ إلّا بالمثابرة، وزوّدته بالفضائل والقِيَم، وساعدته على الانطلاق في الحياة، لأنّها مدرسة تساعد أصحاب المواهب على تفتّحها ونموّها وإبرازها بأبهى مظهرٍ وصورة!
وشدّد الضيف في الكلمة التي ألقاها، على تمسّكه بمطلب راعي الأبرشيّة، ألا وهو التشديد على العمل الجماعيّ لتحقيق أهداف الجماعة، وإصدار القرارات المشتركة لا التفرّد بإطلاقها وفرضها على الآخرين، وتغليب المصلحة العامّة على المصالح الخاصّة، والتخلّي عن الأنانيّة، والتواضع لا التعالي والتكبّر، فمَن واضَعَ نفسه رُفِع، وأضاءَ كلّ مَن وما حوله، تمامًا كما الشعلة المرتفعة التي توزّع نورها في كلّ النواحي. هكذا هو الإنسان، لا يرقى إلّا بأعماله الصالحة، ولا يسمو ويشرقُ إلّا بوحي الروح القدس الساكن في أعماقه.
ثمّ تشاركَ سيادة المطران أنطوان بو نجم، ورئيس المدرسة المونسنيور شادي بو حبيب وضيف الشّرف الأستاذ مارك مرهج مع مدير القسم الثانوي الخوري مارون شمعون ومنسّقة البرنامج الدولي في المدرسة الدكتورة نانسي تيمونيان، توزيع الشهادات على الخرّيجين.
وبعد توزيع الشهادات، تسلّم الضيف من سيادة المطران بو نجم ورئيس المدرسة المونسينيور بو حبيب، هديّة تذكاريّة عربون وفاء وتقدير. كانت الهديّة كناية عن سفينة تحمل رسالة العلم، وتشقّ بها عباب البحر، للوصول إلى ميناء الازدهار والتقدّم.
كما تسلّمَ رئيس المدرسة من رئيسَي مجلس الطلبة هديّة تذكاريّة، تمثّل لوحةً حُفِرَت عليها أسماء الخرّيجين.
وألقى التلاميذ كلماتهم باللغات الثلاث، العربيّة والإنكليزيّة والفرنسيّة. ثمّ أعلن مدير القسم الثانويّ الخوري مارون شمعون تخرّج دفعة العام 2023-2024، ليُختتم الاحتفال بنشيد المدرسة ألقاه التينور إدغار عون، وكذلك بكلمة شكرٍ لكلّ مَن ساهمَ في إنجاحه.
أمّا المشهد الأخير فرفعَ فيه الخرّيجونَ قبّعاتهم إلى السماء، ليُصار بعد ذلك إلى تبادل التهاني بالمناسبة.